هذا لا يشبه الهروب… هذا يشبه النجاة
أن تختار نفسك، بهدوء…
لطالما قيل لنا إن الحب يحتاج تضحية،
وأن العلاقات تستحق المحاولة،
وأن التعبير عن احتياجك علامة قوة…
فنخوض علاقاتنا بنية طيبة،
نحاول أن نكون واضحين، صادقين، محترمين لحدودنا وحدودهم.
نقول:
- "هذا يؤذيني"
- "هذا يربكني"
- "هذا يتعبني"
وننتظر شيئاً يتغير…
لكن، ماذا لو لم يتغير شيء؟
حين تقول كل ما يجب قوله… ولا يعود هناك ما يُقال
هناك لحظة لا تحدث فجأة،
بل تتسلل بصمت في قلب العلاقة:
لحظة تدرك فيها أنك قلت كل شيء،
وأنك، رغم وضوحك، لست مسموعاً كما تستحق،
ولا مرئياً كما تحتاج،
ولا محفوظاً كما وعدت نفسك أن تكون…
ليست المشكلة في نبرة صوتك،
ولا في اختيار كلماتك،
بل في أن بعض العلاقات لا تنضج، حتى لو نضجت نوايانا.
اختيار الذات لا يعني كسر الآخر
في تلك اللحظة،
لا تحتاج إلى صراخ،
ولا إلى وداع درامي،
ولا حتى إلى تبرير يرضي الجميع.
تحتاج فقط أن تعود إليك،
أن تختار نفسك، لا كرد فعل، لكن كمسار طبيعي بعد ما حاولت.
أن تختار نفسك بهدوء…
يعني:
- ألا تواصل علاقة تستنزفك فقط لأنك طيب،
- أو لأنك خائف من أن يُساء فهمك.
أن تختار نفسك بهدوء…
يعني أن تمشي دون أن تُلقي خطبة،
ودون أن تنتظر من يصفق لك لأنك غادرت بصمت.
هل البقاء فضيلة؟ ليس دائماً
أحياناً، البقاء يشبه التخلي عن النفس،
وأحياناً، الانسحاب يشبه العودة إليها.
الاختيار الناضج لا يشبه الهروب،
بل يشبه إدراكك العميق أن الحب لا يُقاس بكم مرة بقيت،
لكن بقدرتك على ألا تغادر ذاتك، وأنت تحاول ألا تغادر أحداً.
أن تختار نفسك، بهدوء…
يعني أنك أحببتها بما يكفي… لتعرف متى تتوقف.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخول